الاثنين، 27 أكتوبر 2014

دورة:كيف تتخلص من عاداتك السيئة في ثلاثة أسابيع؟ الحلقة 5

من طرف Majed SAAD  
التسميات:
9:28 ص

الحلقة الخامسة والأخيرة:


ها نحن الآن في نهاية المطاف، وقد أصبح في يد كل منا عدة أسلحة يمكنه أن يشهرها في وجه وساوسه التي أوهمته طويلا بالعجز والضعف. لقد جرب كل منا بعض هذه الأسلحة، وتفاوتت النتائج، وهذا أمر طبيعي طالما ظل في إطار التدريب والتجربة. أما الآن فقد آن لنا أن نحط رحالنا، وأن نعقد العزم على النجاح، فلم يعد للتجربة مكان بيننا، ولن نرضى بإعلان الهدنة مع وساوسنا التي أقضت مضاجعنا طوال الأيام والسنين الماضية.
سنعلنها حرباً ضروساً، وسنتعاهد على النصر، فمن كان أهلا للبيعة فليضم يده إلى أيدينا متوكلا على الله، ومن كان متردداً أو متشككاً فليقبل التحدي.
سنكرّ معاً لنضرب ضربة رجل واحد، وسيواسي بعضنا بعضا، ويشد بعضنا من عزيمة البعض الآخر.
أعدكم بألا تكون هناك خسائر، كما أعاهدكم إن صدقتم بأن نخرج جميعا منتصرين بإذن الله، فالعدو ضعيف، والسلاح ماضٍ، والعزيمة نافذة، والوكيل هو الله جل وعلا.
لم يعد لدي ما أزيدكم منه، ففي يد كل منكم سلاحه، ولكني سأعرض لكم اليوم خطة المعركة، وهي بسيطة للغاية، ولا تحتاج إلا إلى المزيد من الصبر.
لعلكم تجدون بعض من تخلف عن الركب، وأحسب أن هؤلاء لم يجبنوا عن اللقاء، ولم يتولوا يوم الزحف، بل هم من الفرسان السابقين، الذين اخترقوا الصفوف قبل أن نرفع راية الحرب، فمنهم من انتصر على وساوسه وتغلب على ضعفه بمجرد التجربة، فأقلع على الفور وخرج منتصراً، ومنهم من ثابر لبضعة أيام حتى نال مراده.
أما لقاؤنا اليوم فلكل من فاته شيء مما سبق، أو لمن استعصى عليه القتال فأرجأه إلى ساعة النزال. وأياً كان الأمر، فإن معركتنا القادمة لا يمكن أن يهزم فيها أحد بإذن الله طالما ظل مقبلاً فيها غير مدبر.
النصر الذي أعدكم به اليوم ليس لبضعة أيام أو شهور، بل هو بعون الله نصر مؤزر لا انتكاس بعده، وسأعلن أمامكم أني أتحدى أي مقاتل فيكم أن يعود أدراجه منهزماً ما لم يقصر في القيام بواجبه.
خطتنا لهذه المعركة بسيطة للغاية، ولا تحتاج إلا إلى المصابرة طوال مدة النزال، وسأقدمها لكم على مرحلتين، ستكون الأولى عبر مقال مترجم بتصرف يشرح ببساطة برنامج القتال، ثم نفصّل في الثانية خطة العمل التي سننفذها معاً بإذن الله.


المرحلة الأولى:

تقدم لنا تقنيات الهندسة النفسية علاجا بسيطا لتثبيت أي سلوك نريده، سواء كان سلوكا جديدا أو بديلا عن سلوك نرغب في التخلص منه، وستشرح لنا (آنيا بيتمان) في مقالها التالي تجربتها مع برنامج الأسابيع الثلاثة للإقلاع عن العادات السيئة، علماً بأن هذا البرنامج كان شائعا في الغرب منذ أكثر من عشرين عاما، ولم يتم تداوله في بلادنا العربية إلا منذ سنوات قليلة فقط.

برنامج الأسابيع الثلاثة
مترجم بتصرف عن مجلة these times (عدد مارس 1981)


تقول الكاتبة: 

"لا أذكر بالضبط متى وأين سمعت عن هذا البرنامج، فكل ما أستطيع تذكره هو أنني قابلت هذا الموضوع بشعور مزدوج من الفضول والتشكك في آن واحد، وآثرت مذ ذلك اليوم أن أؤجل العمل لهذه التجربة إلى وقت لاحق، خصوصا مع اعتقادي بأنه لا بد وأن تكون في عمري بقية تكفي للتغيير.
ومع مرور الأيام والسنين، حدث وأن نبهني طبيب أسناني إلى أن تخليل أسناني لا يقل أهمية عن تنظيفها بالفرشاة، وأنني إن لم أبدأ بذلك فإن مشاكلي مع اللثة ستميل إلى الأسوأ، وكنت منذ حينها قد عزمت على ذلك ولكني أجلت الأمر مرارا إلى أجل غير مسمى. وعندما سمعت بهذا البرنامج قلت لنفسي: حسنا، لم لا أحاول هذه المرة.
كان اليوم الأول صعبا بالتأكيد، وفي اليومين التاليين أصبح الأمر أشبه بعمل روتيني ممل للغاية، إذ كان يتوجب علي في كل ليلة إرهاق نفسي وإضاعة وقتي بهذه المهمة المضجرة، ولكن ما أن انقضى الأسبوع الأول حتى بات جزءا من الترتيبات الأساسية التي أقوم بها تلقائيا قبل التوجه إلى الفراش.
وكانت مفاجأة لي بالفعل، إذ أصبح تخليل أسناني عادة طبيعية أقوم بها كل ليلة كما كنت أنظف أسناني من قبل بانتظام. فحدثت نفسي باعتزاز: ما دام الأمر بهذه السهولة فلم لا أجرب مرة أخرى، ولكن مع رفع مستوى التحدي إلى درجة أكبر؟
تذكرت أنني كنت قد عزمت سابقا على تحسين نوعية غذائي، وذلك بتناول المزيد من الخضار والفواكه والتقليل من الحلويات، فقمت بإعداد قائمة من الأصناف التي يمكن لي تناولها، وألصقتها على واجهة الثلاجة، مقتنعة بأن ذلك سيساعدني على تذكر المهمة الجديدة.
وكما هو الحال في المرة السابقة، فقد كان اليوم الأول صعبا للغاية، ولكني حاولت أن أشغل نفسي قدر الاستطاعة، مع أنني لم أتمكن من إزاحة صورة قطع الشوكولاته والبسكويت التي في الثلاجة من ذهني، ولكن ما أن حل اليوم الرابع من هذه التجربة الصعبة حتى كان إفراد أسرتي قد التهموا كل هذه المغريات، في الوقت الذي بدأت فيه بالاعتياد على التحلي بالفواكه الطازجة بدلا من هذه المأكولات الدسمة، بالإضافة إلى التعود التدريجي السريع على استبدال الخضراوات باللحوم والكاربوهيدرات.
وكانت مفاجأتي كبيرة بالفعل مع انتهاء الأسابيع الثلاثة المقررة لهذا البرنامج، إذ لم أكن أتوقع أن تكون نسبة النجاح بهذا الشكل المذهل، فقد أكسبني هذا النجاح ثقة كبيرة بالنفس، وقدرة هائلة على التحكم بالشهوة تجاه كل المغريات، وكانت النتيجة أن خسرت في تلك المدة القصيرة ثلاثة أرطال من وزني دون اتباع أي برنامج للحمية، أو شراء أي نوع من العقاقير التي تضج بها الإعلانات اليوم، ولا زلت حتى الآن أحافظ على عادتي هذه دون أي صعوبات".
وهنا وقفت آنيا تفكر: "لقد نجحت بالفعل حتى الآن في كل من التجربتين السابقتين، وهذا يعني بالطبع أن الطريقة التي اتبعتها فعالة مئة بالمئة، ولكن التحدي ما زال قائما، فالعادات التي تمكنت من التغلب عليها حتى الآن ليست إلا عادات فيزيائية (مادية)، فماذا إذن عن العادات الأخرى؟ ماذا عن النفس والعقل؟"
تقول: "بدأت أفكر في علاقتي الزوجية، فأنا وزوجي على ما يرام، وعلاقتنا قد أخذت بالتحسن كثيرا في الفترة الأخيرة. لقد تخلصنا من عادة الشجار، ولكننا لا نزال نعاني من صعوبة في التواصل والتفاهم، وكأن لكل منا عالمه الخاص الذي يعيش فيه، بالرغم من إدراكنا للشراكة التي تجمعنا تحت سقف واحد.
كنت أعلم أن مشكلتنا الأساسية هي انتقادي المتواصل لزوجي، إذ كنت لا أكف عن ترصد أخطائه وهفواته لأعيبه بها، دون أن ألقي بالا لحسناته الكثيرة، والتي جعلتني أختاره زوجا منذ البداية. لا أقر بأني كنت أريد أن أبدو كزوجة مغناج كثيرة الشكوى، ولكني لا أذكر أني كنت أهتم لما أقوم به أو حتى التفكير في النتائج. أما زوجي المسكين فقد اعتاد على اعتباري شيئا فضوليا خارجيا، وكأني خرجت بذلك من حياته بالكلية، ولا أستطيع في الحقيقة أن ألومه على ذلك.
فكرت في الأمر مليا، ألا يمكن لهذا الوضع أن يتغير؟ وهل أريد في قرارة نفسي أن أغير من هذا الوضع بالفعل أم لا؟"
والآن ستعلمنا آنيا طريقة جيدة في صياغة برنامجها، حيث ستبدأ بإحلال الإيجابيات في الفكرة الجديدة كبديل عن السلبيات في الفكرة القائمة، وهو بالضبط ما نحتاج إليه في برنامجنا للإقلاع عن العادات السيئة،

تتابع آنيا: "لم أضيع الوقت في التفكير، وبدأت باتباع طريقتي السابقة، فوضعت برنامجا مرتبا لمدة ثلاثة أسابيع، قررت فيه أن أبحث في كل يوم خلال هذه المدة عن نقطة إيجابية في زوجي، ثم أثني عليها طوال اليوم، ولكن دون أن يكون في تصرفي هذا أي نوع من التملق أو النفاق.
وبدأت يومي الأول، وكان صعبا كما توقعت، إذ لم أتمكن من تجاهل عادات زوجي المزعجة. فلماذا يترك صحن المكسرات على الطاولة قبل النوم؟ ولماذا يرتدي ذلك القميص المقرف قبل أن ينصرف إلى العمل؟... وكانت الصعوبة الكبرى في إيجاد شيء إيجابي أستطيع أن ألتقطه في هذا الرجل الفوضوي، ثم فكرت بتروّ: ألا يمكن أن أجد أي نقطة حسنة على الإطلاق؟ هل هذا معقول؟
ثم تذكرت أن زوجي معتاد على إصلاح الكثير من الأعطال التي قد تحدث في البيت بنفسه، وكان قد قام للتو بتغيير أحد المصابيح المعطلة، فقلت له على الفور: "لقد أحسنت صنعا يا عزيزي بتغييرك لهذا المصباح" وكانت نبرتي مختلفة تماما، مما لفت انتباهه بالفعل.
وفي اليوم التالي، تجرأت على الاعتراف لزوجي بأني أشعر بامتنان كبير لصبره على انتقادي المزعج له طوال تلك السنين، فما كان منه إلا أن ابتسم ابتسامة صغيرة، لاعتقاده بأنها ستغيظني. وهنا قلت لنفسي:" إن هذا لن يجدي على الإطلاق".
وفي الأيام القليلة التالية، كنت أواجه الصعوبة نفسها في محاولة البحث عن النقاط الإيجابية، ومع مرور الوقت بدأت أشعر بالملل من هذا البرنامج الشاق، إذ كنت أبدو كإنسان آلي مبرمج، كل ما عليه فعله هو البحث عن إيجابيات ذلك الرجل ثم ترديدها والثناء عليها. ولكن سرعان ما تحول الأمر إلى روتين، ولم تنقض الأسابيع الثلاثة إلا وأصبحت صورة زوجي في عيني أكثر إشراقا، وبدأت أرى بالفعل الكثير من حسناته التي تعاميت عنها طوال تلك الأيام الخالية، أما زوجي فقد بات أقل توترا من ذي قبل، وأصبحت أرى في عينيه الارتياح والاستقرار، بل إن تعامله مع أطفالنا وأصدقائنا قد تغير بالكلية.
وفكرت في الأمر مجددا: أيمكن أن يكون الأمر بهذه السهولة؟ لقد أصبح زوجي أحب إلي من أي وقت مضى، وأصبحت حسناته في نظري أكبر بكثير من كل ما كنت أعيبه فيه، كما أن امتداحي له لم يعد بالصعوبة التي بدأت بها، وأصبح من السهل جدا أن أثني عليه دون أن أضع نفسي في أي موقف محرج، أم هو فقد كان تجاوبه معي أكثر إثارة، إذ بدأ اهتمامه بي وبمشاعري التي بدت مرهفة بشكل واضح للغاية، ومع مرور الأيام أخذت عاداته بالتغير، وأصبح يحدثني بانفتاح وطلاقة لم أعهدهما من قبل عن عمله وأصدقائه وكأنه يريد أن يشركني في كل شيء، وكنت بالطبع أبادله كل مشاعره باهتمام كبير.
ومع انتهاء المدة المعقودة ونجاح الخطة، اعترفت لزوجي وبشكل مفاجئ: لقد كنت أحاول مؤخرا أن أتخلص من انتقادي المزعج لتصرفاتك". فأجاب بنبرة هادئة: "لقد توقعت ذلك عندما بدأت أشعر بأنني آخذ في التغير مثلك، لقد دفعتني يا عزيزتي للتخلص أيضا من الكثير من عاداتي السيئة، فشكرا لك على تنبيهي إلى ضرورة التغير حتى أكون زوجا وأبا أفضل".
لقد صعقت بالفعل حتى أني لم أعد أقدر على الكلام، إذ كنا نتحادث وكأننا أبطال أحد الأفلام الرومانسية، ولم أستطع إخفاء الأمر عن زوجي، فأخبرته بالقصة كاملة، وإذا به يطالبني بمساعدته لتجريب برنامج الأسابيع الثلاثة بنفسه.
ومنذ ذلك الحين، لا نزال أنا وزوجي نعمل على تحسين علاقاتنا مع بعضنا البعض أو مع أطفالنا الثلاثة أو حتى في علاقاتنا المهنية والاجتماعية، واكتشفت أنه من الأفضل أن أقوم في نهاية كل أسبوع بمراجعة كل ما تم إنجازه خلال الأيام الماضية، وأعمل بجد على عدم الوقوع في الأخطاء التي أقترفها فيما بعد.
لقد أكسبتني هذه التجربة ثقة كبيرة بنفسي، حتى أصبحت أملك الجرأة الآن على التفكير بتجارب أكثر أهمية وصعوبة، فكلما حققت إنجازا في التخلص من عادة سيئة أو اكتساب صفة حميدة، قلت في نفسي، لا بد وأن أنجح في المرة القادمة، ثم أبدأ على الفور بوضع خطة للأسابيع الثلاث التالية.
إنه شعور مذهل بالفعل".

انتهى مقال آنيا الماتع، وهو يعطينا دافعا كبيرا للتفاؤل بالتغيير، كما يقدم صورة عملية لبرنامج الأسابيع الثلاث.

للاستفادة القصوى من هذا البرنامج أنصح الإخوة والأخوات المتابعين معنا بتطبيق طريقة تغيير المناط التي تم شرحها في الحلقة السابقة طوال واحد وعشرين يوما (أي ثلاثة أسابيع)، وذلك كما يلي:

المرحلة الثانية:

نحن الآن في المرحلة الأخيرة من برنامجنا، وسنبدأ معاً بالتطبيق العملي لكل ما تعلمناه خلال الحلقات السابقة.

المطلوب الآن هو ما يلي: 1-حدد العادة السيئة التي ترغب جاداً بالتخلص منها.
2-قم باختيار الطريقة المثلى من بين الطرق المحددة سابقا خلال هذا البرنامج.
3-حاول تجريب هذه الطريقة بالشكل الصحيح، وأعد المحاولة أكثر من مرة حتى تتقنها.
4-سيقوم كل منا باختبار الطريقة التي اختارها على نفسه، لمدة واحد وعشرين يوما بشكل متواصل ودون انقطاع،


تذكروا أيها الإخوة والأخوات أن لكل منا عمرا واحدا وفرصة واحدة، وأن الأخطاء مهما ساءت فإنها قابلة للتصحيح، ولكن الوقت المهدر لا يمكن أن يعود. فلنغتنم هذه الفرصة، ولنحسن الظن بالله تعالى فهو لن يخيب من طلب معونته (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
نسأل الله تعالى أن يعيننا على أنفسنا، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل 




أسأل الله ان أكون قدمت شيئآ مفيدآ
أحبتي ..
لاتيأسوا ..
لازال هناك مزيد من الحلول والمشكلة واحده فقط !

سأبدأ من اليوم بالتمرين .. من يتطوع ليبدأ معنا ويخبرنا أنه سيجرب وسيعود بعد 21 يوم ليخبرنا مالنتائج!

ممتنة للجميع ..

نبذة عن الكاتب


اكتب وصف المشرف هنا ..

0 التعليقات:

back to top